domingo, 7 de octubre de 2012

تفجيرات النّرويج



تفجيرات النّرويج كانت لتأجيج الصراع مع الإسلام

الدكتور العربي كشاط عميد مسجد ''الدعوة'' في فرنسا لـ''الخبر''

الأربعاء 10 أوت 2011 سطيف: عبدالرزاق ضيفي
 

دور مسجد باريس تراجع كثيراً

أكّد الدكتور العربي كشاط، عميد مسجد الدعوة بفرنسا في حوار خصّ به ''الخبر''، أنّ الغرب صار مذهولاً بالعدد الكبير للمسلمين في مختلف الدول العالمية والأوروبية خاصة، وانتقل في المرحلة الحالية من مواجهة الإسلام والصدام والعنف المبرمج، إلى محاولة احتوائه وذوبان الأقلية المسلمة في الغرب بدل مطالبته بالرّحيل.

باعتباركم أوّل إمام بفرنسا يلقي خطبة الجمعة باللغتين العربية والفرنسية، ألاَ ترى حالياً  أنّ دور مسجد باريس بدأ في التّراجع عن تمثيل الأقلية المسلمة هناك؟

  المسلم يحمل هم ربط الصلة بين النّاس جميعا وبين رسالة الإسلام التي تخاطب النّاس، ومن أجل جعل هذه الرسالة تصل بشكل سليم إلى الطرف الآخر، فلابدّ من اللغة السليمة، وحالياً مسجد باريس لم يواكب التطور الكبير للأقلية المسلمة هناك، ومَن لا يتطوّر يتم تطويره من طرف الغير، وهو ما ينطبق على مسجد باريس، فإذا طوّره الغير يكون حسب أهوائهم وأهدافهم المبرمجة، وبالتالي يعطي المقود إلى غيره. يجب على المؤسسات الدينية في فرنسا أن تلتزم بدورها في تنشئة جيل مسلم حتّى ولو كان في الغرب، وكلّ تهاون عن هذا الدور يعتبر جريمة حقيقية.

من دون شك تابعتم الانفجارات المهولة التي حدثت بالنرويج في المدة الأخيرة؟

 في الحقيقة لقد صدمنا وانتابتنا موجة من الخوف من هول ما شاهدناه، خاصة أن النرويج لم يسبق أن حدث بها أيّ عمل من هذا النوع. لكن الحمد لله فالفاعل لم يكن مسلماً ولا حتّى عربياً، والمهم أن المؤامرات السابقة التي كانت تهدف إلى إلصاق تهمة العنف بالإسلام بدأت في التّراجع، وخططهم لتأجيج الصراع مجدّداً بين الإسلام والغرب فشلت.

على ذِكر الصراع بين الغرب والإسلام، هل مازال الغرب يخاف من المد الإسلامي؟

 الغرب فوجئ بالعدد الكبير للمسلمين الذين يعتبرون أوربيين أيضاً، فهناك حالياً شريحة أوروبية إسلامية، فالخوف والتّخويف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا نوع من الخوف المرضي النّاجم عن الأوهام الغربية، فالغرب مريض بها، وعلى الإسلام أن يكون الطبيب الهادئ. العالم يحتاج إلى مخلص حقيقي ويقلّب وجهه في السّماء، لأنّه فقد البوصلة وفقد الثقة في جميع الحلول التي قدّمتها الحضارات السّابقة. الغرب قدّم كلّ شيء واستنفد كلّ الحلول، ولَم يعد يتطلّع سوى للإسلام، فالإسلام حاضر لكن المسلمين غير حاضرين. فأنا أقول دائماً إنّ ساعة الإسلام دقّت، لكن لم تدُق بعد ساعة المسلمين، الغرب بحاجة إلى الإسلام المبني على العقل والحوار.

ما رأيك في الأزمات الحالية التي يمر بها الغرب، والتي كانت في وقت مضى حكراً على العرب والمسلمين مثل المديونية والبطالة وأزمات السكن والعلاج، خاصة في دول مثل إسبانيا، اليونان وحتّى إسرائيل؟

 التّحذيرات الكثيرة من الإسلام والإرهاب والعنف والمد الإسلامي، كانت لتغطية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الكثيرة، لكن وبمجرد أن تنجلي السحب حتّى تظهر تلك الأزمات مجدّداً، بدليل المظاهرات الكثيرة التي تحدث في مختلف دول العالم. وعليه يجب على المسلمين في الغرب أن يكونوا قدوة لغيرهم في الالتزام بتعاليم تلك الأوطان ونظمها، لأنّهم صاروا جزءاً لا يتجزأ من تلك الأوطان.