viernes, 12 de agosto de 2011

رمضان


رمضان وتجديد العهد
                                                                                      

النسر هو الطائر  الأكثر عمراً في صنفه يعيش حوالي سبعين عاماً .
ولكن لكي يبلغ هذا العمر ، عليه أن يتخذ قراراً جاداً  ..
إذ أنه في الأربعين من عمره ، لم تعد أظافره المنحنية والمرنة قادرة على التقاط الفريسة التي يعيش عليها .
ومنقاره المدبب الطويل أخذ بالانحناء نحو صدره ، وجناحاه أصبحا يتجهان نحو صدره أيضاً ، أصابتها الشيخوخة فأصبحت ثقيلة نظراً لغلظة ريشها .. وأصبح الطيران صعباً بها .
عندها – أمام النسر حَلاّن فقط - :  الموت .. أو مواجهة عملية مؤلمة لتجديد الحياة تدوم مئة وخمسين يوماً .

هذه العملية تكمن في الطيران نحو علو شاهق في جبل يأوي إليه في عش قريب من حائط  بحيث لا يحتاج للطيران للوصول إليه .
وعندما يجد النسر ، هذا المكان ، يبدأ بضرب الحائط بمنقاره حتى يقتلعه ..
وعندما يزول المنقار القديم ، ينتظر حتى يولد المنقار الجديد ، وبه سيقتلع أظافره القديمة .

وعندما تبدأ أظافره الجديدة بالولادة ، يتابع إزالة ريشه القديم .
بعد خمسة أشهر فقط ، يخرج  ظافراً في معركة تتجدد فيها الحياة ، وعندها فحسب يمنحه الله ثلاثين عاماً من الحياة .

لماذا علينا أن نتجدد ؟

في حياتنا ، في كثير من الأحيان ، نفكر في التجديد وخاصة عندما نخلو بأنفسنا بعض الوقت ، ولكننا نستنكف عن البدء بعملية التجديد ، لما تفرضه علينا هذه العملية من أمور شاقة .. لكن النتيجة أفضل وأسلم .

ولكي نبدأ من جديد بطيران المنتصر لا بُدّ  لنا من أن نتخلص من كثير من العوائق والعلائق والعادات والتقاليد البالية من الماضي ..

عندها فقط نتخلص من ثقل الماضي وأعبائه ، ونستطيع إثر ذلك الاستفادة من النتيجة النافعة للحياة المتجددة .

نحن في رمضان .. وسنة الاعتكاف .. هي الفرصة التي يهبنا الله فيها مراجعة النفس للتوبة من الذنوب والتقصير ، ولشحذ الهمة والإرادة لما سيأتي من أيام هي مظنة الخير والصلاح إذا شفعت بنية الإقدام والجرأة على التجديد والإصلاح للانطلاق لما هو أفضل في مستوى الفرد والجماعة .

 رياج ططري  

No hay comentarios:

Publicar un comentario