sábado, 10 de diciembre de 2011

ســَـبيل السَّـــلام - 6

ســَـبيل السَّـــلام  - 6


الالتزام بالقدوة هو الطريق الوحيد للتطبيق الصحيح للمنهج الرباني :

إن من أهم آثار الاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو إزالة الخلاف الذي يقوم نتيجة غياب القدوة .. فإذا كانت القدوة عاجزة ، فإن ذلك يؤدي إلى عجز في التطبيق والفهم .. وعندها يأخذ التفرق سبيله إلى كيان الجماعة .

وقد كمّل الله سبحانه وتعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم لكي يسعى الإنسان للوصول إلى درجته ، فقال تعالى اسمه " وإنك لعلى خلق عظيم " .. فلن يصل المرء مهما اوتي من علم وعمل وفضل ، لدرجته صلى الله عليه وسلم .. لقد تحلى بطابع النبوة وخاتمها وحمل الرسالة فبلغها وأدّاها على خير وجه .. لذا قال تعالى

" لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة " .

وهنا يجب أن ندرك بأن الأسوة المحمدية ، أرادها الله تعالى على هذه الصورة ، لكي يتدرج المرء في كمالها باقتباس أنوارها وهو كلما سار في الدرب ازداد حُباً لها ، فيسرع  الخطا ، ويسمو في سلم المجد يعلو ويعلو .

الجديرون بالاتباع هم الأقرب من القدوة المحمدية :

ويجب أن يدرك المرء بأن القيادات ، والقدوات البشرية ، يجب أن تكون أكثر الناس قرباً من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمقياس البشري ، حاكماً أو محكوماً ، قائداً أو مقودا ، أميراً أم مأمورا ، عليه أن يجعل قدوته شخصية الرسول بكل صفاتها وميزاتها .. ذلك لأنها ليست بغريبة عن المرء ، بل هي شخصية مؤثرة .. والفطن من الناس من يسعى بكل طاقاته لأن يبقى على صلة مباشرة ودائمة بها .

ورُب قائل يقول ، إنك لا تستطيع أن تنهل من النبع مباشرة وأنت في المدينة .. ولذا تحتاج إلى أنابيب توصل ماء النبع إليك .. لا أكثر .

أقول نعم .. القدوة في الإسلام من أفضل وسائل التربية  بل هي من أجداها نفعاً ، ولا غنى للدعوة عنها ، إذ لها أثر كبير في البناء كمّاً ونوعاً ، وهي ختاماً حق لاجِدالَ فيه .. ولكن الذي نطلبه ونلح عليه هو أن تكون القدوة على اتصال يقيني ومستمر بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم .. فالإنسان الداعية القدوة ، يطلب أسوته حثيثاً ، ولا يستمد تعاليمه إلا منه .. فهو حامٍ لها وناقل أمين كالأنابيب تماماً ، ليس له أن يضع أو يفسر أو يحرف .. بل له أن ينقل ويصون ويبلغ فحسب .

                                                                            رياج ططري

No hay comentarios:

Publicar un comentario