viernes, 30 de septiembre de 2011

هيا وعبد الرحمن

هيا وعبد الرحمن
                                                                                    
عندما حطت بنا الطائرة في مطار الدوحة الدولي ، لنبدأ رحلة فريدة من نوعها .. هدفها الوحيد دعم مشروع بناء مسجد مدريد الأول في العاصمة الاسبانية .

ومن الأمور التي حفرت رسمها في الذاكرة ، أن دعينا لإفطار في بيت أخ كريم هو الأخ المهندس محمد سعود الدليمي .. وكان وجودنا في قطر في شهر رمضان المبارك ، ونزلنا ضيوفاً على الشيخ اسماعيل غريب الكيلاني ..

قبل أن نغادر البيت مودعين شاكرين لأهله حفاوتهم واهتمامهم بل ودعمهم لنا – فقد كان الأخ محمد الدليمي يصحبنا في كل زيارة نقوم بها لأهل الخير ويروي لهم قصته حيث كان بزيارة لمدينة مدريد ، وصلى معنا – وما كنا نعرفه – صلاة التراويح وسمع نقد الجيران لنا لأننا نرفع صوتنا في قراءة القرآن الكريم بل وصراخهم المحتج علينا .

فكان يردد هذه الحادثة التي تركت في ذاكرته ندوباً ، ويلح على ضرورة بناء مسجد في مدريد ليسلم المسلمون من صنوف الإزعاج والأذى ، وليستطيعوا أداء الشعائر الاسلامية براحة وهدوء .

قلت استوقفني الأخ المهندس قليلاً وإذا بفتاة دون الرابعة وفتى يكبرها بعام أو أكثر بقليل .. وقال هذان هيا وعبد الرحمن أبنائي يريدان المساهمة في بناء مسجد أبي بكر الصديق  بمدريد .

وكانت المفاجأة أن أخرجا حصالتا نقودهما وأفرغاهما في يدي ، فما كان مني إلا أن أخذت أعانقهما وأقبلهما لهذه البادرة الطيبة التي تدل على المنبت الأصيل والتربية الفاضلة لهما في بيت عرف بالتدين والبذل والعطاء .كانت كلماتهما قليلة – هذه حق مسجد مدريد – أي أن النقود لصالح بناء مسجد مدريد . شكرتهما والدموع تنهمر من الإعجاب والفرح .

دارت الأيام ، ورُفع الأذان في مسجد مدريد ، ولم أعد إلى قطر إلا من عامين ، فالتقيت الأخ المهندس محمد وأول ما سألته عن هيا  وعبد الرحمن ..

فأخبرني بأنهما تزوجا وعرفني بزوج هيا الذي كان من استقبلنا عند دخول بيته .
وبعدها دخل عبد الرحمن شاباً مليئاً بالحيوية والنضارة ، فذكرته بالحادثة فذكرها ، وهو يبتسم ابتسامة السعادة والرضا ممزوجة بالحياء والرزانة .. وما فارقني في مجلس والده حتى غادرت البيت . 

   رياج ططري  

No hay comentarios:

Publicar un comentario