martes, 22 de noviembre de 2011

1 ســَـبيل السَّـــلام


ســَـبيل السَّـــلام
                                                                                    
أ ) – عبادة الله هي صراط الإنسان المستقيم :
1- إن الحياة الانسانية لابد وأن تستقيم وفق منهج الله الخالق البارئ المصور ، الذي خلق الانسان وفق نهج معين ووضع لحياته فرداً كان أم جماعة ، أساساً لا تستمر بدونه : فقال : " وما خَلقْتُ الإنْسَ والجِنَّ إلا لِيَعبدون " .

2- فالوظيفة إذاً : هي العبادة وهي غاية الوجود التي بدونها لا يمكن فهم الحياة ، والعيش بغيرها معناه ، الانصراف إلى سواها ، وهذا مخالف لأمر الخالق ، لأنه يتوقف عليه إبطال لغاية الوجود وتفريغ لمقصد " الحياة " .

3- إن العبادة ايست مجرد إقامة الشعائر – ولو أنها هي الأصل – إنما للعبادة مدلول واسع شامل ينضوي تحته كل أنواع النشاطات التي يقوم بها الإنس والجن .. وما أشبه الشعائر بإقامة أركان البناء ، حيث لا يتم البناء إلا بإقامة السقوف والجدران وما شابهها ، وكذا حال العبادة .

4-  إن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان في الأرض خليفة حيث قال : " إني جاعل في الأرض خليفة .. " وبمقتضى هذه الخلافة يجب أن تفهم العبادة على أنها كل عمل يبتغى به وجه الله ويساير به الناموس الكوني ، بغية إنفاذ المنهج الإلهي على وجه البسيطة .

5- ولا تستقر معاني العبودية في النفس حتى يصبح الشعور لدى الإنسان بأن هناك عبداً وربّاً ، عبداً يَعبُد ، وَرَبّاً يُعْبَد .

6- ومن هنا يستطيع الإنسان أن يفهم مدلول العبادة على وجهه الأكمل ، ويستطيع عندئذ أن يجعل من عمله ، شعيرة كان أم جهاداً أم عمارة أرض ، عبادة بإرفاقه بنية التعبد لله ، وعندها يشعر المرء بالطمأنينة .. يشعر بأنه يقوم بالوظيفة الملقاة على كاهله ، ويطمئن لتنفيذ أمر الله ، فيعيش هانئاً سعيداً ، ويرتاح لوجوده في الحياة ، لا يهمه نوع العمل الذي يقوم به ، إنما يهمه أن يكون العمل متوافقاً مع الناموس الإلهي ، وهو بدوره يؤديه على وجهه الأكمل ، متيقناً بأن الله سيحاسبه على عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر .

7- والإنسان الذي تستقر في داخله هذه المعاني لا يصاب بالملل ولا باليأس ولا
بالقنوط ، ولا يعرف إضاعة للوقت ، فالوقت لديه هو الحياة وبقدر ما يقوم فيه بدور فعّال ، بقدر ما يؤدي من حق ربه عليه من العبادة .. وهو في كل أحواله متوكل على الله لا يعرف للعجز سبيلاً .
8- إن الإنسان المؤمن بالله ، الذي يعمل متعبداً الله بعمله ، لاشكّ وأنه يشعر بحلاوة الايمان وبذوق لذة الطاعة ، وذاك وعد ربّاني حيث قال سبحانه : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. " هذا الإنسان تراه وقد علا نور الايمان وجهه ، وانطلق ذكراً على لسانه وحياء وإغضاء على عيونه وأجفانه حتى صار وجهه صورة عاكسة لما في قلبه .

9- نعم إن الإنسان المتعلق بالله ، يصفو قلبه ، فيصفو وجهه ويزكو ويطيب لوناً وجمالاً ، وقد قال بعض السلف : " إن للحسنة نوراً في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس " .

10- وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لو أن أحدكم يعمل في صخرة صمّاء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائناً ما كان " .

11- إن العبادة الحقة لله ، هي نتيجة ايمان صادق ، والايمان الصادق لا يعرف حلاوته إلا من ذاقه .

                                                       رياج ططري

No hay comentarios:

Publicar un comentario