martes, 29 de noviembre de 2011

4 ســَـبيل السَّـــلام


4  ســَـبيل السَّـــلام



الاختلاف بين الناس ، منشؤه  اختلاف المشارب :

إن الدين عند الله الاسلام منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام ، وتطورت البشرية ونمت ، وبقي إسلام واحد على لسان كل الرسل ، بينما كانت تختلف الشرائع بحسب كل أمة ، ومدى تطورها إلى أن ختمت بشريعة الإسلام على يد خاتم المرسلين محمد (ص), حينما نضج العقل الإنساني وبلغ شأواً بعيداً .

وما نجده من اختلاف بين الناس ، إنما مرده اختلاف المشارب التي يسقون منها ، وتباين التصورات والقدرات بين فرد وآخر ، وأمة وأخرى .. هذا الاختلاف ، وذاك التباين ، هما سبب تشتت الناس وتصارعهم ، ذلك أنه لو اتجهوا جميعاً نحو إله واحد ، ورسالة واحدة ، وشريعة فريدة ، لما حدث هذا الذي نراه في واقعنا الحاضر .  
    
وهنا نقف برهة لنتساءل .. وهل يجب أن يتم التلاؤم والوفاق في كل شيء .. الجواب على ذلك هو أن لا بدّ من اختلاف في الفرعيات نظراً لتنوع المواهب ، وبتنوع المواهب ، تتنوع الوظائف ، ولا بد من اختلاف في الاستعداد بسبب الاختلاف في الحاجات .

        " ولا يزالون مُختلفين – إلا من رَحِم ربك – ولذلك خَلَقهم "

        ( هذا الاختلاف في الاستعدادات والوظائف ، ينشئ بدوره اختلافاً في التصورات والاهتمامات والمناهج والطرق .. ولكن الله يحب أن تبقى هذه الاختلافات المطلوبة الواقعة داخل إطار واسع عريض يسعها جميعاً حين تصلح وتستقيم .. هذا الإطار هو إطار التصور الايماني الصحيح . الذي ينفسح حتى يضم جوانحه على شتى الاستعدادات وشتى المواهب وشتى الطاقات ، فلا يقتلها ولا يكبحها ، ولكن  ينظمها وينسقها ويدفعها في طريق الصلاح . ومن ثم لم يكن بيد من أن يكون هناك ميزان ثابت يفيء إليه المختلفون ، وحكم عدل يرجع إليه المختصمون ، وقول فصل ينتهي عنده الجدل ، ويثوب إليه الجميع إلى اليقين ).

        " فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، وأنزل معهم الكتاب بالحق ، ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " .


وحدةالمعتقد والشريعة هما الوسيلة الوحيدة لإزالة الاختلاف :

إن الوسيلة الوحيدة لإزالة الاختلاف بين البشر ، هي الايمان بإله واحد أحد ، خلق هذا الوجود كله بإرادته ، وحركه بقوانينه .

" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " يس 82 .
        " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " فرقان 2 .
       
وهو الذي سن للإنسان " شريعة " تنظم حياته الإرادية تنظيماً يتوافق ويتناسق مع حياته الطبيعية ، وأي خروج عن هذه الشريعة هو تخريب وإفساد للناموس الإلهي العام .

        " ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " المؤمنون 71 .
إذاً .. لكي تزال أسباب الفرقة ، وتحل محلها أسباب الرضى والاتفاق ، لا بدّ أولاً من التلاؤم مع طبيعة الوجود ، والخضوع للفطرة الإنسانية ومواكبتها في طريقها الصحيح الذي وضعه لهما خالق الكون برمته .

 رياج ططري

No hay comentarios:

Publicar un comentario