viernes, 17 de febrero de 2012

2/2 في الدعوة


في الدعوة ...


وفي السبعينات من القرن الميلادي ، ظهرت إلى الساحة فكرة الحوار الإسلامي – المسيحي ، مدعومة من الفاتيكان .. وبدل أن يُسَخّر هذا الحوار لايجاد جوّ من التفاهم والتعايش بين المسلمين والمسيحيين ، وُجِّه هذا الحوار لتحقيق مآرب سياسية ومصالح دعائية .. بالإضافة إلى كون الجانب المسيحي المدعو لهذه المؤتمرات ، مُعَدّاً إعداداً مسبقاً ومتفوقاً على الجانب الممثل للمسلمين .

لذا كان من الأجدر أن يكون الهدف من هذه الحوارات هو إزالة العوائق التي تقف حائلاً دون التفاهم بين المسلمين والمسيحيين ، وخاصة تلك التي تثير الأحقاد وتوجد جواً من التوتر والكراهية .. ويختص بذلك القائمون على شؤون الكنيسة .. ذلك أن المسلمين يحترمون النصرانية ونبيها وأمّه عليهما السلام  ، ولا يُمكنهم بحال أن يتصرفوا بسوءٍ نحوهم بينما نرى الجانب الآخر ، يضع الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم موضع الاستهزاء والاستهتار .. ويثير في الناس قضية العداء التقليدي بين المسيحيين والمسلمين ، حتى أنه لم يُقلِع إلى الآن عن إقامة الاحتفالات التي تكرس ذلك ..

ولعل المنهج الذي يؤتي أكُلَه في معالجة أمر الدعوة في هذا البلد هو ذلك الذي يقوم على الدراسة الموضوعية الواعية ، والمنهجية المُحددة الواضحة التي تعين العاملين على شق خطاهم نحو أهداف واضحة .. بأساليب نظيفة متناسقة فيما بينهم ، لكي يكون العمل في منحى واحد يسند بعضه بعضاً ، ويدفعه حثيثاً نحو الغاية المنشودة .. وسَنُنَوِه  الآن لبعض هذه الخطوات التي هي بمثابة نقاط علام على الطريق على أن نتعرض لها بالدراسة والتفصيل في مناسبات أخرى إن شاء الله تعالى .

        أ ) - الرد على الافتراءات والأكاذيب التي تُحاك ضد الإسلام والمسلمين وتُشوه سمعتهم ، وتؤدي لرفع جدار كبير ، يَحول بين الناس والإسلام ، وتترك في فكر غير المسلمين صورة قاتمة عن الدين الحنيف وأهله .. ونظراً لكثافة هذه الحملة وتركيزها .. فإنها تحتاج لجهد فريق بل فرق من المسلمين الأكفاء ليقوموا بمهمة الرد عليها ، وبإدارة ما يتوفر من وسائل مقابلة وبديلة بالإضافة للمال اللازم لهذه الغاية ..

        ب) – التعريف الواضح بالإسلام : ويتمثل في القدرة على الاتجاه الايجابي في الرد على الحملات المغرضة ، فَبِقَدَر ما يستطيع المسلمون ايصال الإسلام الصافي الصحيح بوسائل وأساليب متنوعة ، إلى كافة طبقات الناس في هذا البلد ، بقدر ما يستطيعون توفير الجهد والمال في الرد على الحملات العدائية المنظمة .. ذلك أن التعريف بالإسلام له الأثر البالغ في النفس بذاتيته الخاصة ، والمُطّلِع على الإسلام ينفعل به ، بل ويغدو مدافعاً عنه بنفسه ، في وجه المغرضين .. بل نستطيع الجزم بأن كثيرين من الذين اعتنقوا الإسلام ، كانت مطالعاتهم ، وصِلَتهم بالإسلام عن طريق الكتب الاستشراقية ، التي تفوح منها رائحة التعريض بالإسلام والدّس عليه من خلال عرضهم له وتعريفهم به فلجؤوا باحثين لمعرفة الحقيقة فوصلوا لها .. والحمد لله من قبل ومن بعد .

كما أن التجربة العملية أظهرت بأن مجرد احتكاك المسلمين بالناس وخاصة من طلاب المدارس والجامعات ، وتزويدهم بقليل من التعاليم والفكر الإسلامي ، كانوا يقفون بصلابة ورسوخ أمام مُدرّسيهم يردون عليهم ويُبينون لهم خطأ ما يدرسونهم ولو كانوا من الخوارنة – رجال الدين المسيحي .

        ج ) – طليعة تحمل الراية ..

        ولنجاح العمل واستمراره لا بُدّ من تكوين طليعة تحمل راية الدعوة إلى الله تعيش لها دوماً وأبداً ، لا تتحرك إلا من خلالها ولا تنتقل من مكان إلى آخر إلا لصالحها ، ومن خلال التصور المفيد لمستقبلها ..
        هذه الطليعة التي يجب أن يتمثل أفرادها خُلق الإسلام ، وتصور الإسلام ، هي القادرة – بإذن الله -  على إعطاء المثل الحي الصادق لمجتمع إسلامي يعيش بفكرة ولفكرة الإسلام ، على الرغم من تواجده في وسط مجتمع على النقيض له بتصوراته وسلوكه وتصرفاته .. هذه الطليعة التي تمارس الحياة بكل أبعادها ، فلا تتخذ أسلوباً مُعَيّناً تطبع به حياتها ، ولا اتجاهاً محدداً يَحدّ من قدرتها على التطور والنماء ، بل تنطلق مع الحياة في كل صورها ومناحيها ، وتساهم في البذل والعطاء في كل المستويات البشرية ، حتى إذا ما أدّت واجبها على الوجه الأفضل كانت القدوة الصالحة ، التي تقيم الحجة ، وتعطي البديل عملاً لا قوْلاً ، وحياةً لا جُموداً .

على أننا في نهاية المطاف .. نشير إلى أنه ليس بالضرورة التزام الترتيب في الأخذ بهذه المراحل الثلاث آنفة الذِكر ، فربما يُتاح القيام بالواجب في أحد المجالات دون الباقية ، أو بالتوسع في إحداها تبعاً للإمكانيات المتوفرة .

غير أنه من المفيد الذكر بأن التلازم والتنسيق في المراحل الثلاث تسير معاً ، له الأثر البعيد والنتيجة الجيدة ، بإذن الله .

رياج ططري

No hay comentarios:

Publicar un comentario