miércoles, 20 de junio de 2012

الإعاقــة : المُصْطَلح والمَفْهوم



الإعاقــة : المُصْطَلح والمَفْهوم
                                                                                       

لا شك بأن اللفظ  يُعَبّر عن مفهوم محدد يتخيله المرء عند سماع المصطلح ..
وقد تطورت المصطلحات مع الزمن ، بما يتعلق بالمعاقين فأطلقت تسميات سلبية تترك في النفس انطباعات سيئة وتصم الطفل المعاق بوصمة تُؤثر عليه دوماً حتى يموت .

ومن هذه التسميات السلبية المكفوفون ، المشلولون ، المتلفون في أدمغتهم ، والمتخلفون عقلياً .. إلخ .

إلا أن تطور المصطلح  واختيار اللفظ الايجابي لحالة معينة يُشجع المصاب ويجعل تعامل المجتمع معه تعاملاً ايجابياً .

ولقد أفادت الدراسات والتقارير بأن التسميات الايجابية – كَذوو الاحتياجات الخاصة أو ذوو الصعوبات – تعطي انطباعاً وتفاعلاً جيداً لمثل هؤلاء مع المجتمع .

والإسلام حَثّنا على اختيار الأسماء والكنى الجميلة والجيدة ومناداة الإنسان بأحب الأسماء إليه ، وإدخال السرور على المسلم مما يؤجر عليه .

جاء لفظ الإعاقة في القاموس المحيط ، العوق : الحبس والصرف والتثبيط ، ويقول صاحب مختار الصحاح : عوق ( عاقه ) عن كذا ، حبسه عنه وصرفه ..

وقد أطلق في الماضي ألفاظ سلبية كثيرة إنتبه إليها الدارسون والقائمون على رعاية المعاقين .

من هذه التسميات (المقعدون) ثم أطلقوا عليهم ذوي العاهات ثم مسمى العاجزين ، ولما تطورت النظرة إليهم على أنهم ليسوا عاجزين لأن المجتمع هو من عجز عن تقبلهم وعجز عن الاستفادة منهم مع العلم بأن لديهم مواهب وقدرات قد يمتازون بها عن الأسوياء ..

وإذا نميت ودربت هذه المميزات التي لديهم فإنهم قد يفوقون غيرهم ممن نطلق عليهم تجاوزاً أسوياء .

لقد أدرك المجتمع أن واجبه هو أن يحتضن هؤلاء ويزيل العوائق التي تمنعهم من اللحاق بأقرانهم من الأفراد .

ثم إن انتباه المراجع العلمية والهيئات المتخصصة للمصطلح المستعمل ولضرورة استبداله تَرك أثراً بالغاً في التعامل مع المعاقين بحيث أصبحت كلمة معوق لا يقتصر مفهومها على المعاقين عن الكسب والعمل فقط بل أيضاً عن التكيف نفسياً واجتماعياً مع البيئة .

عرضت على شاشة التلفاز بعض محاولات إدماج المُعوقين في المجتمع التركي ، حيث كَوّن بعض الخبراء فريقاً منهم يسهر على تربية الأبقار وفريقاً آخر يدير مزرعة تنتج ما لَذّ وطاب من الفاكهة والخضار .. كان ذلك لصبر وخبرة من أدركوا ضرورة دمج المعاقين ومن يستمع لكلماتهم المعبرة عن نجاحهم وسعادتهم بما يقومون به ، لا يستطيع أن يتمالك نفسه دون انهمار الدمع من عينيه فرحاً وغبطة .

  رياج ططري

No hay comentarios:

Publicar un comentario