viernes, 1 de abril de 2011

مزيــــــد مـن الإعــــــــداد


                                                     

ما من امرئ ملم يتابع مايحدث في العالم  عموماً ، وفي البلدان العربية خصوصاً ، وإلا ويلمس زيادة الوعي  بين صفوف الناس في مستوياتهم الاجتماعية المختلفة ، كما يلاحظ أن هذا الوعي أخذ يصب في معين العمل  بصوره المتنوعة ، ولو بشكل غير منتظم .. إذ لم يعد المشروع  بالنسبة للناس خيالاً جميلاً ، ولا تفكيراً مجرداً ، بل لقد دخل مرحلة التجربة والاختبار ، وفي بعض االساحات بدأ العمل بجدية وفعالية ، بل وأثبت جدارته في مناح وقطاعات متعددة ، وذلك مايقلق أعداء الإسلام وأتباعهم في العالم  ، فأخذوا يعملون على سد المنافذ ووضع العراقيل والصعوبات ليحولوا دون نجاح هذه المجهودات ، ولإيقاف التحرك  ، والحؤول دون انتعاش الحس الحر عند المسلمين .

ولكن ستمنى هذه المساعي بالفشل على غرار ماحدث للجهود السابقة التي بذلت لوقف انتشار الوعي  ، عن طريق بث حملة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ، وتشويه التاريخ ونشر الفساد والرذيلة ، ومنع الشعوب الإسلامية من اتخاذ التدابير اللازمة للاعتماد الذاتي على نفسها في تسيير شؤونها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ولتربية أبنائها وتثقيفهم بالإسلام وحضارته .

لقد كانت الحملات المنظمة والمسلحة بالمعرفة والعلم والتقنية ، والمدعمة بالوسائل السلطوية القوية ، من جيش وقوات أمن وأجهزة مخابرات تفعل فعلها في تأخير يقظة المسلمين وأوبتهم الصادقة لدينهم ، ولكنها فشلت في محاولتها لوقف تنامي الوعي  ، وتغلب الإسلام على كافة المحاولات الخارجية والداخلية ضده . ونجد الآن موجات كبيرة  تدخل في الإسلام في البلاد التي تخضع لحكم صليبي ، وتنتشر الدعوة لتطبيق الشريعة ة ، واللجوء إليها لحل مشكلات الحياة في بلداننا الإسلامية  قاطبة .
غير أن هذه الدعوة مازالت رهينة أفراد وجماعات ليست في مواقع التأثير الفاعلة في المجتمع ، ولم تتوغل بعد إلى صفوف القيادات الوسطى في معظم البلاد الإسلامية ، بصورة عميقة تمكنها من إحداث التغيير نحو المنهج  والحياة الإسلامية .

لقد كانت الحكومات والأنظمة التي تتبع أنماط التعليم والثقافة والإعلام والتربية التي أخذتها عن الغرب ، تطلق عنان وسائل الإعلام والدعاية لتبث السموم وتنشر أفكار التبعية للغرب وتمجد حضارته ، وتسكت عن جرائمه بحق البشرية ، وتقمع الحركة الإسلامية وتبطش بها ، وهي تعانق الصليبيين والصهاينة والملحدين بعد أن سحقت إرادة شعوبها المسلمة التي أبعدتها عن ميادين الحياة ومواقع التأثير فيها .

أما تلك الأصوات الناعقة ، التي نسمعها من قلة قليلة ممن يدّعون التحرر والمعرفة والثقافة .. فهي أصوات مبعثرة لاهية ، لا تجد صدىً لها بين صفوف الناس ، ولا تريحها صحوة الشعوب الإسلامية الممتلئة بالعاطفة الجياشة نحو الإسلام ، ولولا الحماية المكرسة للقادة والزعماء السياسيين المالكين لزمام الأمور في البلدان الإسلامية والراسخة تحت الوصاية الغربية ، لما وجد أصحاب هذه الأصوات والأقلام القدرة والجرأة على رفع عقيدتهم ضد الإسلام .. دين غالبية الأمة .. وضد ثقافتها وتاريخها ، ولولا حماية هذه الأنظمة ، لكانت غيرة الشعب المسلم وانتفاضته في كل مكان من أصقاع العالم  ، قادرة على تغيير هذه الأوضاع ، وإزالة الطغمة الفاسدة وزبانيتها في وقت يسير ، وما أحداث الجزائر عنا ببعيدة وهي مثال لما يحدث في أطراف بلداننا المغلوبة على أمرها .

لقد ذهب إلى غير رجعة بإذن الله التفكير الساذج والعقل التبعي القابل للاستعمار ، وتململت الشعوب الإسلامية لتنهض وتسترد حقوقها ، ولتثبت دعائم كيانها القائم على الحق والعدل والكرامة ، القائم على الإسلام عقيدة ونظاماً ، وهي واثقة كل الثقة بأن النظم القائمة والمتمركزة على الآلة الغربية بصورها المختلفة ، على ما تمليه عليها من نظم سياسية واقتصادية وفلسفات اجتماعية ، هي التي عاثت في البلاد والعباد ، الخراب والتشتت والتمزق والفساد ، وضربت أسار التبعية للفكر الغربي ، وأوجدت التضارب الفكري والحيرة الثقافية .

على أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الإعداد ، واتخاذ الأساليب الكفيلة باستمرار الصحوة الإسلامية وإنضاج ثمرتها ، ولا يتحصل هذا الأمر إلا بتفاعل الطلائع الإسلامية مع كافة شرائح الأمة بروح التعاون والتآزر والتعاضد لا بروح الاستعلاء والنخبوية والآبائية .

إن أمتنا تتطلع إلى الداعية المحتسب ، لا إلى المحاسب الزاجر ، وإلى القائد الحاني المرشد ، لا إلى السلطان الآمر الناهي ، وإلى عناصر اللحمة التي تربط أجزاء الجسم الواحد المفكك ، لا إلى من يكدس الأجزاء ، ويجمع الأضداد إلى بعضها بصورة عشواء .

لقد حان الوقت لأن ينتبه الواعون من أبناء الحركة الإسلامية إلى ضرورة التحرك من خلال قطاعات الأمة ومؤسساتها ، لنشر الوعي بين صفوف القيادات الوسطى وكسبها إلى الصف  ، ولا يكون هذا الأمر إلا بالحوار الهادف والعمل المشترك الجاد في الأهداف التي تحقق النفع للعباد وتجنب البلاد عاقبة الفساد. 

ولا يتم هذا الأمر إلا بالصبر والمصابرة على سد الثغرات ، والتعاون على البر والتقوى والعمل الدؤوب المستمر الذي يوحد الصفوف ، ويقرب الآراء ويصوبها ويرفع من إمكانيات العاملين كماً وكيفاً ، ويضعهم في أماكن التأثير الفاعلة في المجتمع ويقربهم من النصر بعون الله .
( والذين جاهدوا فينا لَنهدينهم سُبلنا وإن اللهَ لمعَ المُحسنين )
                                                        ( العنكبوت : 69 )

  رياج ططري

No hay comentarios:

Publicar un comentario