domingo, 6 de mayo de 2012

ما هو الحل ؟

ما هو الحل ؟

نعود الآن للسؤال المُلِحّ الضروري : ما هو الحل ؟
       
وهل هو حل وحيد .. أم هناك حلول كثيرة ؟

        ولكن .. كما تبين آنفاً .. لا يحق لأحد أن يطرح هذا السؤال إلا إذا آمن بكل المراحل السابقة .. فإن مّرّ بها وآمن بجدواها تبين له أن الحل يكمن في طريق واحدة تنتهج ..

        والواقع يؤكد أن كثيراً من الشباب أصبح فاهماً لمعنى الايمان بالله والعمل بأحكامه .. والمشكلة أمامهم الآن .. في كيفية التطبيق والوصول للمجتمع المسلم .
        وعند هذا الحدّ نصل إلى بداية الطريق ، لا إلى نهايتها ، وبهذا الفهم والإدراك تبدأ مرحلة الجهاد والكفاح في حياة المسلم .

        فإذا كانت مهمة الإسلام أن يقضي على الأنظمة الرجعية التي تدور في فلك الشيطان ، فعليه أن يواجهها بتجمع قوي منظم يستطيع أن يتغلب على تجمعاتها المختلفة .

        إن الأنطمة التابعة لحزب الشيطان لا تتمثل في مجرد نظريات  وأفكار ، وإنما لها وجود قائم مسيطر ، ولذلك لن يجدي أن نواجهها بمجرد أفكار ومبادئ لا تتمثل هي الأخرى في وجود مستقل يحمي تلك المبادئ ويقيم عليها دولة تحمل الفكرة الإسلامية ، وتجاهد في سبيل إبلاغها للناس .

        وهكذا فإن بداية الطريق تكون في بروز تجمع حركي قوي منظم ، هو النواة لعودة سيطرة الطائفة المؤمنة .

        إن الإسلام لم يحكم ، ولم يكن ليستطيع أن يحرر البشرية بدون تجسيد أفكاره في دولة قوية بدأت بتمرد المسلمين على مجتمعهم الجاهلي ورفضهم لقوانينه وتشريعاته ..

        رفض المسلمون الوضع الجاهلي ، وانفصلوا عنه ، وكَوّّنوا أو تجمع إسلامي مستقل – في المدينة – ثم انتشروا منه يحررون العباد من سيطرة حزب الشيطان .

        إن أسلوب الدعوة لهذا التجمع يختلف وتتعدد مراحله حسب الظروف والأحوال ، وقراءة السيرة النبوية العطرة تُوَضح كيف بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته سِرّاً ، وإلى أقرب الناس إليه ، ثم جهر بها مع الاستفادة من حماية عَمّه له ، وحينما اشتَدّ ايذاء الكفار للمسلمين سمح لهم بالهجرة ، ولم تقتصر الدعوة على أهل مكة ، وإنما امتدت لتشمل العرب الوافدين على مكة في مواسم الحج والتجارة . وعندما كثر عدد المؤمنين من أهل المدينة ودانت لسيطرتهم ، هاجر – عليه السلام – إليها وأقام هناك المجتمع الإسلامي الأول  . واليوم ينتشر المسلمون في بقاع الأرض ، ولكن بدون سيطرة ، ولذلك نجحت التجمعات الشيطانية في فرض نظمها وقوانينها على الإنسان حتى لو كان مسلماً .

        وسيظل الوضع هكذا .. حتى تقوم الطلائع الإسلامية المنظمة في سائر أقطار الأرض ، وحتى تتجمع في تكتل واحد .. وحتى تنبعث في نفوس المسلمين روح الجهاد وحُبّ الاستشهاد في سبيل نصرة الله ، والايمان بالقوة والقدرة الربانية لتحقيق النصر لنا ما دمنا قد أخذنا بالأسباب .. وبدأنا الطريق .        
       

                                                       رياج ططري




No hay comentarios:

Publicar un comentario