viernes, 10 de junio de 2011

الأمل والعمل


المجلس الإسلامي: الأمل والعمل
                                                                                      
أسس المجلس الإسلامي الإسباني، ليحقق أهدافاً منها وحدة كلمة المسلمين في إسبانيا، والسعي لتحقيق مصالحهم المشروعة والمقننة في التشريع الاسباني .

وكل مشروع لا يصاحبه الأمل في تنفيذ أهدافه مآله الفشل لامحالة إما بالمراوحة في عين المكان ، وإما بالتخبط في متاهات لا تمت بصلة لما يراد تحقيقه ، ويصبح بالتالي وبالاً على المسلمين بدل أن يجلب لهم النفع والخير .

ولعل العمل الرشيد الذي يرافقه الأمل بالوصول لما ينشده المجلس هو السبيل الذي يكفل النجاح لا محالة . كما أن العمل المقرون بأهداف معينة هادية في السير وضابطة له من أن يقع في أي خلل أو انحراف هي القادرة على جعله يسير بخطى ثابتة وئيدة نحو تحقيق مراده .

وسنتطرق إلى بعضها بايجاز :

- الانفتاح :

 المجلس يفتح أبوابه للمسلمين كافة ، بكل تياراتهم الفكرية والتنظيمية التي لا يرى الإسلام فيها رأياً سلبياً ، ولكن لا بد من ضوابط وقواعد يجب أن توضع عند قبول طلبها ، من منظور عادل ومنصف لحجمها ونشاطها والتزامها بأخلاق الإسلام وتعاليمه .

إذ لا يعقل أن يتصرف امرؤ ما بسلوك وأخلاق لا تمت إلى الإسلام بصلة ، ويترك دون محاسبة أو جزاء . كما لا يقبل أن نجعل من مؤسسة دينية إسلامية رهينة لمن يريد تحقيق مصالحه ومآربه الخاصة أو الفئوية ، ويدعي أنه يخدم الإسلام والمسلمين.

كما لا يجب السكوت على من يريد حرف بوصلة المجلس عن أهدافه التي قام من أجلها .. سواءً بتجيير عمله لحساب ليس له علاقة به أو بتسخيره لأمور هي أبعد ما تكون عن أهدافه وأغراضه .

لكل ما سبق لا بد من وضع نظام متكامل يحدد الشروط ويرسم القواعد التي تكفل السير على سكة أهداف المجلس وغاياته دون سواها .. ومع تحقيق كل هذا لا بد من البقاء على يقظة تامة من كل ما يمكن أن يحدث من خطأ أو انحراف شخصي أو جماعي .

- المشاركة :

سيعمل المجلس – بعون الله – على الاستفادة من الإمكانات المتوفرة كافة والطاقات المتخصصة للرفع من سوية أدائه إلى أعلى مستوى ممكن ..

ولكن هناك تحفظات يجب مراعاتها ، وهي أن المجلس يقوم أصلاً على العمل التطوعي المحتسب لرضوان الله تعالى .. فكما أن الجمعيات الاسلامية يسهر عليها أفرادها ويبذلون الغالي والرخيص لتقوم بأداء مهمتها على خير وجه وكذلك المجلس بأعضائه ومكوناته يقوم على التضحية والبذل بالجهد والوقت والمال .

غير أن سعة العمل والحاجة الملحة لأهل الخبرة والتخصص ممن سيبذل كل وقته في تحقيق أهداف المجلس الاسلامي يدفعنا إلى تفريغ بعض الأشخاص للقيام بهذه المهام التي تحتاج إلى متابعة ودقة مع الخبرة والدراية .

ومع هذا فإن تعيين هؤلاء يكون من طرف المؤسسة مراعية الشروط المعمول بها في هذا المجال .. ونحن ندرك بأن هذه الأمور حساسة وشائكة ولكن علينا الأخذ بالأسباب التي تجعلها مفهومة من قبل الجميع .

والمعروف شرعاً بأن الولاية لأمر ما لا تعطى لمن يطلبها ، إنما يرشح لها الكفوء من قبل من يعرفون إمكانات الشخص وقدراته . وأخذ بهذا كثير من التنظيمات المدنية والسياسية من أجل تلافي المحسوبيات التي تؤدي إلى الفساد دون شك . ولمن يعتقد بأن لديه الخبرة والكفاءة لأمر ما ، فما عليه إلا أن يرشح نفسه له  – لا أن يطلبه لذاته - ليخضع كما يخضع غيره لآلية الانتقاء التي يحددها المجلس .

- الشفافية :

سيعمد المجلس – بإذن الله – أن يكون شفافاً في أعماله كلها ، خطابه واضح يتوجه به للمسلمين والمجتمع على حد سواء .. خطاب وسطي مستلهم من روح الاسلام ونهجه وتعاليمه السمحة .

وستكون اجتماعاته مبرمجة ومعروفة المحتوى ، وتصدر عن مؤسساته البيانات التي تعبر عن رؤيته ومواقفه في القضايا التي يبدي الرأي فيها . ولن يعتمد المجلس إلا ما يصدر عنه ، أما الآراء والنقاشات التي تدور في اللقاءات الإدارية أو الفنية فتعبر عن رأي صاحبها لا رأي المجلس .. وإذا اتخذ المجلس رأياً ضمن الآليات المعمول بها فعلى الجميع تبنيها والعمل بها حفاظاً على وحدة الصف واجتماع الكلمة .

على أنه يجب التنويه بأن  " المجالس أمانات " ولا جدوى من نقل المناقشات التي تدور في اللقاءات خاصة وأن النقل يعبر عن فهم صاحبه للمسألة التي طرحت .. والذي يحفظ لنا سلامة القلب واللسان اللجوء إلى الوثيقة التي يصدرها المجلس يحدد فيها الاتفاقات التي اتخذها المجتمعون .

وأخيراً : لكي تكون الشفافية أمراً ملموساً والوضوح مسألة محسومة .. فعلى منسوبي المجلس أن يتقوا الله في أقوالهم وأفعالهم ، وأن يلتزموا بما اتفق عليه لأن  "المسلمين عند شروطهم " وأن يدعوا جانباً ما قد يفسد العلاقة بين أعضاء المجلس ، وأن يخلصوا للأهداف المتفق عليها ، والتي ينص عليها دستور المجلس ونظامه الداخلي .

فالأمل هو الذي يضيء لنا الطريق والعمل المخلص الدؤوب هو الذي سيفتح آفاق النجاح والخير للمسلمين كافة وللمجتمع الذي نعيش فيه ، ونحن جزء لايتجزأ منه ، والله الموفق .
  رياج ططري 

No hay comentarios:

Publicar un comentario