domingo, 22 de abril de 2012

الــطِّــفْــل-1/2


الــطِّــفْــل

        من أهم الأسباب التي دعت المنظمة الدولية العظمى " هيئة الأمم المتحدة " ، لتخصيص عام دولي للطفل ، هو الوضع المتردي لحال الطفل في العالم بِرمّته .

        فمع تعاظم التقدم التقني ، وتَوسّع نفوذ الدوائر التعليمية ، ووفرة الخيرات .. تأتي الإحصائيات لتقول بصوت صارخ رهيب : أن الأطفال يموتون جوعاً ، ويتربون في العراء ، يَحفّ بهم المرض من كل جانب ، وتزداد نسبة الجهل بينهم ، وترتفع نسبة الجنوح في صفوفهم ، بل والأخطر من هذا وذاك ، كَوْنهم الكائنات التي أصبحت مَوْضع سهام الجريمة والتعذيب والتشريد .

الوَأدُ ما زال في زماننا الحاضر :

        لقد نعى القرآن الكريم على العرب فعلهم الشائن ، حينما كانوا يَئدون البنات خشية العار ، ولِئلا يطعموا معهم ، وذاك أمر شديد القسوة ، أن يعمد الأب إلى دفن إبنته حَيّة تقضي نَحْبَها تحت أنقاض الرمال المتداعية بفعل أقرب الناس إليها .
قال تعالى مُصَوّراً حالهم :

"  وَإذا بُشِّرَ أحَدهُم بالأنْثى ظَلَّ وجههُ مُسْوَدّاً وهُوَ كَظيم ، يتوارَى مِنَ القوْمِ مِنْ سوءِ ما بُشِّرَ بهِ  أَيُمسكهُ على هونٍ أمْ يدسهُ في التُرابِ ألا ساءَ ما يَحكمونَ "  ( 58-59 النحل ) .

وقالَ أيضاً :
"  قَد خَسِرَ الذينَ قتلوا أولادَهُم سفهاً بِغيْرِ عِلمٍ ، وحَرَّموا ما رَزَقَهم اللهُ افتراءً على اللهِ ، قَدْ ضَلّوا وما كانوا مُهْتَدين  "  ( 140 : الأنعام ) .

وكان قيس بن عاصم المنقري يتحدث بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، عن ضحاياه من المَوْؤودات  وأنه ذهب باثنتيْ عشرة منهن ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( مَن لا يَرحَم لا يُرْحَم ) وأمَرَه أن يُعتِقَ بكل واحدة جارية مؤمنة .

هذا .. وقد وقف الإسلام مَوْقفاً قَلَعَ فيه هذه الفعلة الشائنة ، وهذا العمل الفظيع من الجذور ، ولكن الغرب الذي يَدّعي المدنية والتَحضر ، والذي يُنادي بحقوق الإنسان ، والذي يرفع الشعارات ويُخصص الخطابات والمؤلفات الطوال للحديث عن حقوق الطفل ..

في الغرب وبلاده .. يقع الوَأد بأبشع صوره ، وتأتي الأرقام لتحدثنا بالغريب المهول .. ففي الولايات المتحدة الأمريكية بالذات مِن كل اثنتين وعشرين جريمة تقع ، واحدة منها ، أب أو أم يقتلون فيها طفلهم .
وفي الدانمارك نِصْف الجرائم تقع على الأطفال ، وخمس وثمانون بالمئة منها تُرتكب من قِبَل الآباء .. كما تزداد نسبة قتل الأطفال في بريطانيا وفي السويد ينتحر الأطفال دون الثامنة لِما يرونه من خصام ومشاحنات بين أبويْهم .. أو لِما يتعرضون له من تعذيب وايلام وطرد من الدار ..
وهكذا إذا ما تتبعنا قائمة الإحصائيات والبيانات لَوَقفنا على العَجب العُجاب .

الإســلام وحقوق الطفل :
       
        أصدرت هيئة الأمم المتحدة " إعلاناً بحقوق الطفل ، ودعت للالتزام به ، ولكن إسلامنا العظيم .. ما كان لِيغفل عن الطفل ، وهو شاب الغد ورجل المستقبل .. بل هيأ له فعلاً ، لا قَوْلاً وتصريحاً ، الجو الذي يعيش فيه ويترعرع بحرية ، وهذا نراه في صريح القرآن الكريم وسنة النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم .

حماية اليتيم :

        وأول ما وَجّه الاهتمام إليه هو رعاية اليتيم الذي فقد الحصن الحصين ، ومنبع الحنان ، وساحة الاطمئنان ، فقال جَلّ مِن قائل :

        "  فأمّا اليتيمَ فلا تَقْهَر ، وأما السائِلَ فلا تَنْهَر  "  .
        " أرَأيْتَ الّذي يُكَذِّبُ بالدّين ، فذلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيمَ ولا يَحُضُّ على طَعامِ  المِسْكين ".
         وقد ذكر الله مُمْتَنّاً على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فَضْله بقوله : "  أَلَمْ يَجِدْكَ يَتيماً فَآوى " .

        وأما الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد حَثّ على كفالة اليتيم والإحسان إليه ، وعدم تركه لِغائلة الجوع والفقر والمرض فقال :
        ( أنا وَكافِل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسَبّابة والوسطى وفرّج بينهما . " رواه البخاري .


                                                       رياج ططري



No hay comentarios:

Publicar un comentario