الإســــــلام والمُعوقون
اهتم الاسلام اهتماماً كبيراً بكل فئات المجتمع ، وحرص المسلمون على
الرعاية الكاملة للضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة .. ومع أنهم قلة غير أن العناية
بهم والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم لأن : نصرة الضعيف وإعانته قدر الاستطاعة واجب .
وقراءة سريعة في تاريخ المسلمين نجد كيف أمَر الخليفة الأموي عمر بن عبد
العزيز بإحصاء عدد المُعوقين في الدولة .
ووضع الإمام أبو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسؤول عن النفقة
على المعوقين .
أما الخليفة الوليد بن عبد الملك فقد بنى عام 88 للهجرة أي نهاية القرن
السابع الميلادي أول مستشفى للمعوقين وأعطى كل مُقعد خادماً وكل أعمى قائداً .
وعندما وُلِي إسحاق بن قبيصة ديوان المعوقين بدمشق قال : لأدَعَنَّ
المعوقين أحب إلى أهلهم من الأصحاء .
كما قام الخلفاء منذ صدر الإسلام بتشييد الأماكن المتخصصة بكل إعاقة وأبلوا
بَلاءً حسناً في هذا المجال .
كما أن إعاقة ما ، ما كانت لتؤثر على المعاق أن يصبح عَلماً من أعلام الأمة
والعودة إلى سجل المبرزين نرى عدداً كبيراً منهم .
كما حرص المسلمون بأن يجدوا مكاناً للمعاقين بحيث لا تمنعه إعاقته من
اندماجه في المجتمع ، بل وجعلوا يتنافسون في القيام بخدمتهم لأنهم يعرفون بأن
مقياس الإسلام في ذلك قوله تعالى : ( إنَّ أكْرمَكُم عِنْدَ اللهِ أتقاكُم ) .
وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : { يا أيُّها الناس ،
إنّ رَبّكم واحِد ، وإن أباكم واحد ، لا فَضلَ لِعربي على أعجمي ، ولا لأسود على
أحمر ، إلا بالتقوى ، خيركم عندَ الله أتقاكم } .
وقوله صلى الله عليه وسلم : { إن اللهَ لا يَنظرُ إلى
صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم
} .
ومن حقوقهم عدم السخرية منهم ، قال تعالى : ( ياأيُّها الذينَ آمَنوا لايَسْخَرْ
قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أنْ يَكونوا
خَيْراً مِنْهُم ) .
على أن الإسلام يتوجه إلى خير علاج لنفس المعاق لِيَجْتث
منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى بما قسم الله والثقة والسعادة .
قال تعالى : ( ما أصابَ مِنْ مُصيبَةٍ في الأرْضِ ولا
في أنفُسِكُم إلا في كتابٍ مِنْ قبل أنْ نَبْرأها ، إنَّ ذلكَ على اللهِ يَسير ،
لِكَيْلا تأسوا على ما فاتَكُم ولا تفرحوا بما آتاكُم واللهُ لا يُحِبُّ كلّ
مُختالٍ فخور ) .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : { عَجباً لأمر المُؤمن إن
أمرَهُ كله خير ، وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابتهُ سَرّاء شَكَرَ فكان خيراً له ،
وإن أصابته ضَرّاء صَبَرَ فكانَ خيراً له } .
وقوله في الحديث القدسي :
{ إذا ايتَليْتُ عَبدي بحَبيبَتيْهِ فصبَرَ عَوّضتُهُ
منهما الجنّة } .
رياج ططري
No hay comentarios:
Publicar un comentario