عز الشرق
أوله دمشقُ
بُص يا سيدى الكريم، لو معك رغيفا خبز، فواحد سُد به جوع
عيالك، وواحد سُد به دَيْناً فى رقبتك لأهل الشام، آه.. ونعم... دين، وكرر: :"
دِين ودَيْن"، علينا جميعا لأهل الشام، والشاعر يقول
إن الكرام
إذا ما أيسروا ذكروا / من كان يألفهم فى المنزلِ الخشنِ//
ولو منزلك من
النوع الخشن، فلا أقل من دعاء لهم ودعاء على أعدائهم، من أول بشار وحتى نجاد ونصر
الله. لأنه لا يصح أن تجود إيران على كلبها بالسلاح والمال، ونحن قاعدون نشاهد
الدماء، ولا نحرك إلا أصبعاً على ريموت كنترول.
واستوقفنا
خطيب المسجد عقب صلاة الجمعة، وحثنا على التبرع بما لدينا من فضل أثاث،
لأسرة سورية تم استضافتها بمنطقتنا. سألنى ولدى هشام عن أشياء كثيرة، فأمسكت عينى
وقلت: سوريا أخت مصر، سوريا هى مصر، سوريا الإسلام، سوريا العز بن عبد السلام،
سوريا لا يهتم لها إلا جاهل أو غافل بالتاريخ.
وأستأذنكم،
بل أدعوكم إلى إعادة التفتيش بالتاريخ، قبل التفتيش فى الجيوب وإخراج الفضل لأهل
الفضل، فالشام صاحب فضل على الدنيا كلها، وأم الدنيا مصر كانت مصابة بمرض اسمه
"الفاطميون"، وعاصمتها الفسطاط تحترق بنفط الوزيرين "شاور
وضرغام"، فانتفض أسد الشام -الأسد الحقيقى - سيدى نور الدين محمود، وبعث بأسد
الدين شيركوه وصلاح الدين فأنقذ الله بجيش الشام مصر، وحماها من الصليبيين الذين
اقتربوا من الفسطاط.
هذه الشام،
يا كل غافل، هذه الشام يا كل من لا يدرك معنى كلمة "شام الله"، هذه
الشام جاء إلينا اليوم بعضٌ من أهلها، وأهلها كرام، مال
بهم الزمن وتعرضوا لمحنة،
رأس أفعاها كلب.
فى زمن الفتنة، خلا عرش
مصر، واجتاح التتار ربوع دولة الإسلام، دمروا العراق، وسال الدم أنهارا، وملأت
الجثث الأودية، وسكن
الصليبيون بيت المقدس، فبعث الله من الشام عالما اسمه كصفته
سيدى "العز بن عبد السلام"، جاء يبحث فى
مصر نصرا وغوثا ومددا وتثبيتا، فثبت الله على يديه "قطز"
أحد أعظم سلاطين التاريخ على عرش أم الدنيا، فتزلزلت الدنيا، ورقصت سيناء برقص جيادنا
وعلى ألحان عين جالوت، وكفى الله الديار شر التتار.
يا أخى
الكريم، دمشق.. دمشق قلعة العز يقول شوقى:
صَلاحُ
الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ / وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ //
وَلِلحُرِّيَّةِ
الحَمراءِ بابٌ / بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ //
جَزاكُمْ ذو
الجَلالِ بَنى دِمَشقٍ / وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
صدق شوقى،
وعز الشرق أوله دمشقُ.
وغدا سليمان
الحلبى، قل: هو سيدنا... ولو كره مؤرخون جهلة.
No hay comentarios:
Publicar un comentario