martes, 22 de marzo de 2011

المؤتمر الثاني لمجلس التعاون الإسلامي الأوروبي

تأسس مجلس التعاون الإسلامي الأوروبي انطلاقاً من الحاجة إلى الحوار والتنسيق والعمل المشترك بين المسلمين على النطاق الأوروبي وكذلك للتعبير عن مصالح المسلمين في الغرب ، وقد صدر البيان التأسيسي بتاريخ 29/09/1996م ووقع عليه ممثلو خمسة عشرة مؤسسة إسلامية أوروبية .
وقد عقد المجلس مؤتمره الأول في مقر البرلمان الأوربي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية يومي 17و 18 رجب 1418هـ الموافق لـ 28-29 تشرين الثاني /نوفمبر 1996 م تحت عنوان “ الإسلام والمسلمون في أوروبا
أما المؤتمر الثاني فقد عقد بمدينة طليطلة الإسبانية يومي 9 و 10 رجب 1419 الموافق لـ 29-30 أكتوبر تشرين الأول 1998م وكان موضوعه “  المسلمون والبناء الأوروبي
ولكي لا يمر هذا الحدث التاريخي دون أن يعلم به المسلمون في العالم الإسلامي توجهت الدار الإسلامية للأعلام إلى عين مكان انعقاد المؤتمر لتقوم بدورها فأعدت التقارير التالي حول فعاليات المؤتمر :
شارك في المؤتمر عدد كبير من الشخصيات الرسمية والعلمية والصحفية من معظم الأقطار الأوربية، كما شارك إلى جانب ذلك هيئات ديبلوماسية عربية و إسلامية ، و ممثلوا الطوائف الدينية في إسبانيا وأوربا و مسؤولو الاتحادات و المنظمات والمراكز الإسلامية و شاركت وفود من   الجالية الإسلامية قدموا  من فرنسا، ألمانيا ، الدانمارك، بريطانيا ، المجر ، بلجيكا و هولندة ، وبطبيعة الحال إسبانيا القطر المنظم للمؤتمر.
كان برنامج المؤتمر مكثفا حيث تضمن عددا من المحاضرات والندوات التي من خلالها تمت مناقشة موضوع المؤتمر ( المسلمون والبناء الأوربي ) ولقد شارك فيها عدد كبير من المتحدثين ، من مختلف الاختصاصات والمجالات والميادين والجنسيات والأديان ، بالإضافة إلى جولات في مدينة  طليطلة  ولقاءات لمسؤولي المؤسسات والمنظمات الإسلامية في أوربا ، ولقاءات للمكتب المسير لمجلس التعاون الإسلامي في أوربا . وكان أكبر حدث طبع المؤتمر وأضفى عليه طابعا روحانيا وتاريخيا ، و أعاد للمدينة ذاكرتها القديمة وذكرها بأجدادها الأوائل ، هو أداء صلاة الجمعة  في مسجد المدينة ، أو المسمى بمسجد السوق ، أو ما يطلق عليه حاليا مسجد الأقواس  MEZQUETA DE LAS TORNERIAS    حيث أن هذا المسجد لم تؤد فيه الصلاة طيلة خمسة قرون ، منذ أن أغلق بقرار ملكي .
شرع المؤتمر في أعماله صبيحة يوم الخميس 29 تشرين الأول / أكتوبر 1998 م بكلمة افتتاح للأمين العام للهيئة الإسلامية في إسبانيا السيد رياج ططري - عضو المكتب التنفيذي لمجلس التعاون الإسلامي في أوربا ورئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا ، وعضو الهيئة الاستشارية للحرية الدينية في وزارة العدل الإسبانية ، وموقع اتفاق التعاون الدولة الإسبانية مع الهيئة الإسلامية في إسبانيا عام 1992م - حدد فيها أهداف المؤتمر وقدم لفقراته المتعددة ورحب بالحضور .
ثم تلتها مداخلة السيد خواكين منتيكون سانشو ممثل وزارة العدل في إسبانيا الذي افتتح كلمته بشكر السيد رياج ططري على سهره وجهوده لتنظيم هذا المؤتمر الثاني لمجلس التعاون الإسلامي في أوربا، حيث عبر للحاضرين عن الصداقة المتينة التي تربطه مع السيد رياج الططري. كانت مداخلته وجيزة ومركزة قال فيها : عنوان هذا المؤتمر " المسلمون والبناء الأوربي " يعبر عن لحظة تاريخية تؤكد أن مواطني أوربا أو المقيمين فيها ، آتون من ثقافات أخرى غير أوربية ، ويحاولون تقديم جهود للبناء الأوربي ، فعلى الأوربيون غير المسلمين أن يعملوا جاهدين لتفهم الآخرين، كما  على المسلمين أن يفهموا أساسيات هذا المجتمع الذي أرادوا أن يعشوا فيه. وها هي إسبانيا تفتح أبوابا للحوار و التفاهم حتى يستطيع المسلمون الاندماج في هذا المجتمع ، اندماجا دون انصهار"
ثم كانت كلمة مجلس التعاون الإسلامي الأوروبي ، والتي ألقاها مقرر الهيئة التنفيذية الدكتور محمد الهواري فشكر السلطات الإسبانية لدعوتها مجلس التعاون الإسلامي في أوربا لعقد مؤتمره الثاني بمدينة طليطلة، وتقدم بكلمة شكر للبرلمان الأوربي الذي سمح بعقد هذا المؤتمر. حيث أكد من خلال كلامه على أن الوجود الإسلامي - الذي هو جزء من المجتمع الأوربي - أصبح حقيقة، وأن المسلم أصبح مواطنا أوروبيا كما أكد على أن الإسلام قادر على أن يقدم للغرب ما لديه من حضارة وتراث . وفي نهاية مداخلته دعا الدكتور محمد الهواري  المجتمع الغربي إلى أن ينتبه وأن يعي الوجود الإسلامي في الغرب ، كما دعا إلى التعايش السلمي بين جميع الأديان و الثقافات والحضارات.
وتكلم في الجلسة الأولى كل من :
     السيدة  فرانسسيسكا ساوكيو  Francisca Sanquillo Perez del Arco  - عضو اللجة التنفيذية لفدرالية للحزب الاشتراكي الإسباني و المسؤولة عن مشروع السلام والتعاون على المستوى الأوربي - وكانت كلمتها بعنوان     ( أوربا متعددة الثقافات ) فأشارت إلى أن أوربا أصبحت فعلا متعددة الثقافات ، و هناك ضرورة للتعامل مع هذا الواقع ، وبينت بأن الإسلام دينا وثقافة قادرا على إعطاء روحا جديدة للقيم الذابلة في المجتمعات الأوربية . وأنهت كلمتها قائلة بأن هذا المؤتمر يساهم في إغناء أوربا فلهذا  يجب أن ندعمه من أجل أوربا أفضل  : يجب أن نجتمع لنتحاور.
     الدكتور منصور خيريثJose Luis Jerez Riesgo -  دكتور في الحقوق بجامعة ألفونسو العاشرالعالم بمدريد - الذي تحدث تحت عنوان  (حاضر المسمين في إسبانيا ) حيث قال : "  إن الإسلام لأوربا يمثل تمازجا بين الثقافات ، و هو نقطة الدعم الإنساني في أوربا التي تعيش في فراغ روحي كبير ، و أن النظرة السلبية الغير الصحيحة الموجودة في أوربا حول الإسلام هي من عمل الفاشية. كما أشاد بما قامت به الدورة الإسبانية من توقيع اتفاق للتعاون مع المسلمين وبذل الجهود لإعادة التعددية الدينية كما كانت في عهد المسلمين . وكانت كلماته عاطفية مؤثرة .
     والسيدة إينار كوربي  Henar Cobri Murgui  وهي عضو برلمان مدريد والناطقة باسمه بخصوص حقوق الإنسان ، فتحدثت تحت عنوان (مدريد حدود الثقافات) نقلت درساً من واقع التجربة التي تعاونت فيها حكومة مقاطعة مدريد وبرلمانها مع اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا ، والدور الذي قامت به الحكومة المحلية والبلديات في فتح حوار مع المسلمين ، ومساهمة الجمعيات الإسلامية في مختلف وجوه النشاطات الثقافية والاجتماعية والرسمية بالإضافة لدورها الديني ، ودعت سائر الدول الأوربية للقيام بهذا الدور الفعال في بناء أوربا.
وتحدث في الجلسة الثانية كل من :
     الدكتور توماس ليمن  Thomas Lemen  -دكتور بجامعة اللاهوت بمدينة كولونيا بألمانيا ، وهو ناشط كاثوليكي مختص بالعلاقات الإسلامية- وكانت كلمته بعنوان (  المسلمون في المجتمعات الأوريبة : وجوه متقابلة ) بين فيها ما يجب أن يكون عليه التعامل بين المسلمين وغيرهم في المجتمعات الأوربية.
     والدكتور ميكش  Micksch   ممثل مجلس التبادل الثقافي الألماني الذي تحدث عن (الروحانيات متعددة الثقافات في أوربا) فأكد أنه يجب إعطاء المجموعة الأوربية روحا جديدة ، خاصة وأنها توجهت توجها اقتصاديا ، فالبعد الديني يمكن أن يحول من يقيم بأوربا إلى عناصر تخدم أوربا. ثم تطرق  للاختلاف الموجود بين الأديان فقال : إن هذا الاختلاف يجب أن لا يُتجاهل ، بل يجب العمل على إيجاد فكر جديد يعترف بهذا الاختلاف ويحول الاختلاف إلى عناصر جديدة  يمكن أن تكون عوامل التقاء بين الأديان، لأن أوربا ليست فقط تبادل الحضارات بل تعايش ديني كذلك ، حيث يرى أن ضمن هذا البعد يجب على أوربا أن تعرف نفسها وأن تتميز بالروح الدينية في القرن الواحد والعشرين.
     الدكتور أيوب كوهلر  A.Kohler    مستشار  المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ، فتكلم عن ( اندماج المسلمين اقتصاديا في أوربا ) وبين الدور الكبير الذي ساهم به المسلمون اقتصاديا في الماضي والحاضر  وتطلعه ، لأن يقوموا بدور أكبر في المستقبل.
عقدت بعد ذلك ندوة حوار بعنوان ( المسلمون في أوربا) شارك فيها :
     الدكتور نديم عطا إلياس - رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس التعاون الإسلامي في أوروبا - حيث استهل حديثه عن دور المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا في إنشاء مجلس التعاون الإسلامي في أوربا وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس التعاون الإسلامي في أوربا في التعبير عن مصالح المسلمين والمطالبة بحقوقهم ، إلى أن قال : عندما نتحدث عن المسلمين والبناء الأوربي يجب أن لا نقصد المسلمين في العالم الإسلامي ، بل يجب أن تتجه الأصابع إلى المسلمين في أوربا، وهي أصابع اتهام وأصابع تكليف ، ان السؤال موجه للمسلمين في أوربا عن دورهم في البناء الحضاري الأوربي ، دورهم اليوم و ليس الدور الذي سمعنا الكثير حوله، وأيضا أصابع تكليف بمعنى أننا يجب أن نسأل أنفسنا :ماذا يجب أن نقدم للبناء الأوربي ، ماذا ينبغي أن نقدم وكيف يمكن أن نقوم بها التقديم...يجب أن نتجه إلى المفكرين من المسلمين ، وان نتجه إلى العلماء من المسلمين ، وإلى التجار من المسلمين المقيمين في هذه البلاد، نتجه إليهم بتكليفنا إياهم أن يقوموا بهذا الدور وألا يشدهم ذلك الثقل الكبير ، ثقل تلك القاعدة الموجودة في أوربا التي مستواها للأسف ليس هو المستوى اللائق إسلاميا..بل يجب أن يكونوا هم النخبة الفاعلة المتحركة التي تشق الطريق ، والتي يجب أن تشق طريقها أيضا ضمن مجالات التأثير الأوربي ، ليكون للمفكرين المسلمين دورهم أيضا في دائرة المفكرين الأوربيين ...
     الأستاذ أبو بكر الأنجادي ، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في بلجيكا وعضو التنسيق في مجلس التعاون الإسلامي في أوربا ، الذي تعرض من خلال مداخلته إلى نبذة تاريخية عن الوجود الإسلامي في بلجيكا الحديث العهد ، حيث أن بلجيكا ليس لها ماض تاريخي مع العالم الإسلامي مثل بعض الدول الأوربية الأخرى ، يضاف إلى ذلك كون بلجيكا من الدول السباقة التي اعترفت بالديانة الإسلامية كباقي الديانات الأخرى ، وذلك سنة 1974 م ، فبلجيكا عندما تعترف بدين من الديانات تعمل على تمويل مؤسساته  إلا أن هذا بالنسبة للدين الإسلامي إلى حد الآن لم يتوفر ، وذلك لسبب واحد هو أن ا|لإسلام والمسلمين لم يمثلوا التمثيل الكامل والسليم. ثم انطلق إلى الجزء الثاني من كلمته التي حاول من خلالها أن يخبر الحضور ويعرفهم  بالتجربة التي تخوضها بلجيكا ، تجربة انتخاب مجلس تنفيذي يمثل كل الجنسيات التي تتكون منها الجالية المسلمة في بلجيكا حيث قال: إن من أهم ما يمكن أن ينجزه هذا المشروع هو تمثيل المسلمين وليس طائفة معينة...
     الدكتور عزيز باشا ، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في المملكة المتحدة وأيرلندة ، وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس التعاون الإسلامي الأوروبي الذي حاول أن يرسم صورة للأوضاع التي يعيشها المسلمون في المملكة المتحدة وعن حياتهم الدينية في ظل دولة مسيحية ، موضحا من خلال ذلك المسيرة التي قطعها المسلمون في الدفاع والمطالبة بحقوقهم الأساسية ، ومبينا الدور الذي قام به اتحاد الجمعيات الإسلامية في المملكة المتحدة و أيرلندة في تمثيل الجالية المسلمة عند السلطات البريطانية والدفاع عن حقوقها كطائفة دينية ، حيث عمل الإتحاد على إيجاد أماكن للصلاة في أماكن العمل وداخل المعاهد والجامعات ، مع إعطاء وقت أوسع يوم الجمعة للتمكن من أداء صلاة الجمعة مع الجماعة، كما عمل على توفير الأكل للطلبة المسلمين داخل مطاعم المدارس والمعاهد و الجامعات ، كما حاول الاتحاد أن يضع حلا نهائيا لمشكلة عطلة عيد الفطر وعيد الأضحى. وأنهى كلامه بالتأكيد على أن المسلمين في بريطانيا مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات فهم يؤدون هذه الواجبات ويريدون أن يحصلوا على تلك الحقوق.
          السيد موسى سيدار سليبي Musa Cedar Celebi   وهو مسئول عن إحدى الهيئات الإسلامية التركية في ألمانيا ، استهل حديثه مذكراً بالدور الذي لعبته تركيا في البناء الحضاري الأوربي، حيث قال: اسمحوا لي أن أتحدث هنا معبرا عن الوجه الآخر للحضارة الإسلامية في أوربا ،وكان له أثر فعال في بناء الحضارة الأوربية ألا وهو الجانب التركي الذي ساهم أيضا في البناء الأوربي من جهة أخرى. وبعدها انتقل إلى الشطر الثاني من مداخلته التي أرد من خلاله التركيز على أن الإسلام هو البديل لإنقاذ البشرية من أمراض الإدمان وأمراض التفكك الأسري.. وأن الإسلام هو التطور الطبيعي المنطقي لهذه البشرية التي يجب أن تسلك طريقا لتنقذ نفسها مما هي فيه .. وأن من أهم الواجبات الملقاة على المسلمين في هذا المضمار هو المحافظة على الهوية إسلامية ونقل هذه الهوية الإسلامية بنقائها وصفائها للأجيال المقبلة ، التي ستتابع السير في أوربا . وفي النهاية قال: ولكي يكون لنا دور فعال في الجسم الأوربي لا بد من إيجاد جماعة إسلامية قوية و هذه الجماعة الإسلامية القوية تحتاج إلى مؤسسات قوية ، إلى شبكة علاقات متينة ، فلا بد من إيجاد جميع هذه المتطلبات لنقوم بدورنا في المستقبل.
أما الجلسة الأخيرة من اليوم الأول من أعمال المؤتمر فقد ضمت كلا من عالم الاجتماع المقيم بستراسبورغ  بفرنسا خوان ماتاس   Juan Matas     الذي ألقى كلمته بعنوان ( الاندماج وهوية الشباب في فرنسا اليوم ) وكانت بطبيعتها مداخلة حية مليئة بالتجربة استقبلت بالاستحسان والمشاركة في كثير من أجزائها..
ثم تلتها  محاضرة الدكتور نجيب أبو وردة - أستاذ في كلية الإعلام بجامعة مدريد المركزية - وكانت تحت عنوان : ( المفهوم الإسلامي للعلاقات الدولية)
وأنهى المؤتمر الثاني لمجلس التعاون الإسلامي في أوربا أعمال يومه الأول بجولة في مدينة طليطلة حيث تمتع الكل برؤية معالم المدينة التاريخية العريقة والتي مازالت تتحدث عن روح التسامح والتعايش بين المسلمين وغيرهم.
واستهل اليوم الثاني من المؤتمر نشاطه بمداخلة السيد أحمد سعيد ولد الباه ممثل المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، وقد حاول أن يظهر الدور الذي تقوم به المنظمة ، خاصة في مجال التعليم وتطوير البرامج ومراقبة ما يكتب حول الإسلام من قبل المستشرقين .
ثم تلتها مداخلة السيد Jesus Riosalido  السفير السابق لإسبانيا في عدد من الدول العربية وممثل الاتحاد الأروبي في منظمة حقوق الإنسان ، الذي تحدث حول “ الإسلام وحقوق الإنسان : نظرة تاريخية والواقع القائم ” ثم تحدث السيد Alfredo Abad  أحد المسؤولين عن حوار الأديان داخل البناء الأروبي الذي أشار إلى أهمية الدين كقوة محركة للتغيير وكدليل ومنير للطريق .
كانت هذه أهم أحداث الفقرة الصباحية ، ثم توجه الجميع إلى مسجد المدينة - أو مسجد الأقواس - لأداء صلاة الجمعة ، بعد أن ظل هذا المسجد مغلقاً لخمسة قرون ، فقام السيد رياج الططري خطيباً في هذا الجمع وقال : “  إننا الآن أمام حدث تاريخي يربط الماضي بالحاضر بل بالمستقبل في هذا المسجد الذي بني منذ عدة قرون ، وبالتحديد في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي ، بني في مركز المدينة طليطلة من قبل تاجر تقي حرص على أن يكون مكانه في السوق ولذلك سمي بمسجد السوق ، وكان يرتاده معظم الناس في السوق واصبح مدرسة لكثير من التجار ، وكان سبباً في صلاحهم بعد أن ساد الفساد كثير بينهم ... ونحن اليوم أيها الإخوة نصلي هنا بعد أكثر من 500 عام من إغلاق المسجد الذي نزعت منه الصفة الدينية اعتباراً من نهاية القرن 15 الميلادي ... أيها الإخوة نحن ننطلق من قيم الإسلام الصافية النقية ومهما حاول غيرنا أن يصفنا بالإرهاب أو سواه من الصفات فنحن والحمد لله براء من ذلك تماما تماماً ، بل نحن أهل السماحة ، أهل التعايش ، أهل السلام ، ونعتبر العمل الذي قامت به حكومة قشتالة الجديدة عبارة عن دليل واعتراف وفسحة أمل في حرية التعايش بين المسلمين وسائر المواطنين في إسبانيا . نحن نقدر هذا العمل ونعاهد الله سبحانه وتعالى على أن نقوم بتوطيد معاني السماحة والتعايش والإخاء بين أفراد المجتمع ...و إذا كان هناك ما نريد أن نقوله للعاملين في حقل الأديان خاصة وقد كانوا معنا في المؤتمر ، مؤتمر مجلس التعاون الإسلامي في أروبا ،  إن وجودكم لدليل ساطع على أننا نريد أن نعمل معاً لما فيه خير الناس جميعاً… ” وقال مخاطباً المسلمين : “ في هذه المناسبة الطيبة التي نجتمع فيها من كل أقطار أوروبا ، نجتمع في هذا الركن الذي يدل على السماحة ويدل على عبادة الله سبحانه وتعالى ، نتوجه بالشكر  الخاص إلى السلطات الإسبانية التي سمحت لنا بهذا العمل ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون عملنا هذا صفحة ناصعة البياض في سبيل التعايش والتسامح والسلام بين كل أبناء المجتمع في إسبانيا و أوربا وفي العالم كله ...  ”
وبعدها توجه الحضور إلى قاعة المؤتمر لمتابعة نشاطاته وفعالياته ، حيث عقدة ندوة شارك فيها السيد محمد باقر الأنصاري ، مدير المركز الإسلامي في هامبورغ ، فسلط الأضواء على موضوع التربية الإسلامية التي تنقص الكثير من أبناء الجالية المسلمة في أوروبا بسبب الحاجة إلى علماء متخصصين. وأشار في مداخلته إلى أن الحوار الناجح بين الأديان هو الذي تتساوى أطرافه .
ثم تحدث فلاح صلاحة ، رئيس المجلس الاستشاري للمسلمين في المجر ، ومؤسس مكتب الدفاع عن حقوق المسلم ، فقال “  يجب علينا كمسلمين وأوروبيين أن نشارك في هذا البناء بكل طاقاتنا العلمية والثقافية والاقتصادية ، لنثبت للجميع أننا شركاء في المجتمعات الأوروبية ، شركاء في العيش بأمان وشركاء في البناء الأوروبي ، علينا أن نثبت للآخرين أننا لسنا من كوكب آخر ، وأن أخلاقنا الإسلامية تستوعب الجميع ...”
أما المشارك الأخير السيد محمد بوليف ، عضو المجلس الأعلى للمسلمين في بلجيكا ، فكانت مداخلته حول “ دور المسلمين في البناء الإقتصادي الأوروبي ” 
وفي الأخير كانت الكلمة الختامية للسيد Jose Tambrana   نائب وزير العدل الإسباني الذي دعا إلى فتح صفحة جديدة ، متخطية كل العراقيل والعقبات التي تعترض مثل هذه الخطوة التي تقدم الصورة الإيجابية لكل الأديان التي ساهمت في بناء أوروبا في القديم وفي الزمن الحديث.
والجدير بالذكر أنه تم الإتفاق على أن يكون المؤتمر القادم في مدينة بروكسيل وتم تشكيل لجنة للمتابعة .

No hay comentarios:

Publicar un comentario