هذا بيان للناس
مُقدمة :
لم نكن في يوم من الأيام ممن يصدر عنهم بيان عن الصعوبات والمشاكل التي تكتنف العمل الإسلامي المنظم في إسبانيا ..
كما لم نكن نحسب أن ندفع مضطرين لبيان بعض التفاصيل التي تمت مباشرة بهذا الموضوع .. ليقيننا بأن العمل الدؤوب الصابر والجاد هو خير وسيلة تُعرف الناس بالعمل والعاملين ، وتدحض الافتراءات وأكاذيب المغرضين والمبهتين .
على هذا دأبنا نعمل وهكذا عرفنا كل من عاصر بدايات هذا العمل وتطوره في إسبانيا .
ولكننا اليوم ، وقد تطورت وسائل الإعلام والاتصال الاجتماعي – نجد أنفسنا مجبرين على تبيان العديد من الأمور التي بهتنا بها آخرون ، ونشروا أكاذيبهم وافتراءاتهم دون وازع من ضمير يمليه الدين الحنيف والخلق القويم ..
ونظراً لنمو عدد المسلمين وأصبحت جماعتهم مترامية الأطراف في كل أرجاء إسبانيا ، وكثير منهم حديث عهد بهذه البلاد انضووا تحت جناح الجماعة المسلمة في إسبانيا ، فقد وجدت بعض هذه الافتراءات والأكاذيب صدى عند بعض المسلمين ، وخاصة أنه لم ينشر ما يدحضها على مدى الأعوام الطويلة المنصرمة .
لذا وجب علينا أن نوضح كثيراً من النقاط التي التبست على الناس ، وصدقها بعضهم على مضض وكذّبها آخرون دون معرفة الدليل على ذلك .
نفعل ذلك والأسى يعتصر قلوبنا لما آل إليه حال بعض المسلمين ، الذين يعطون صورة للإسلام والمسلمين لا تليق بمكانة ديننا ولا تعين المسلمين على الوفاء بحق الدعوة في بلاد الغرب بل تؤذي وتشوه سمعة الإسلام والمسلمين في هذا البلد .
نفعل ذلك ولنا في قوله تعالى : (لَّا يُحِب الْلَّه الْجَهْر بِالْسُّوءِ مِن الْقَوْل ، إِلَا مَن ظُلِم ) " سورة النساء : 148 " نِعم السلوى ونِعم العزاء .
نبذة تاريخية :
لقد سعت الجمعية الإسلامية في إسبانيا ، منذ قيامها على التزام العمل الهادئ الصامت المحتسب ، فكانت تعمل بجد ومثابرة على خدمة الإسلام والمسلمين في هذا البلد - إسبانيا – دون الالتفاف للمواقف المثبطة والتصرفات غير المتزنة التي كانت تصدر عن بعض المسلمين هنا وهناك ، كما لم تدخل في أي صراع دنيوي مع أحد .
كان هذا هو النهج الذي جعل الجمعية الاسلامية في إسبانيا النبتة الطيبة التي أسست على التقوى والصلاح وعملت بمقتضاهما على مدى السنين والأيام .
وبعد الحصول على الترخيص الرسمي كأول مؤسسة إسلامية على مستوى إسبانيا في آذار / مارس 1971 ، بدأت تنتشر فروعها في غرناطة وبلنسية وسرقسطة وسنتندير وأستورياس وغاليثيا ثم أليكانتى وبرشلونة وسبتة ومليلة وباداخوث .. وكثير غيرها ..
ومضت الأعوام الطويلة ولم تكن هناك مؤسسة إسلامية على المستوى الاسباني سواها ، ونظراً لصدور قانون الحرية الدينية في عام 1980 واتخاذ الدولة الاسبانية لشكل إداري جديد ، اجتمعت الجمعية العمومية للجمعية الاسلامية في نفس العام ، وقررت اعتبار الجمعية نواة لاتحاد يضم الجمعيات المنتمية إليه ، تتمتع بالإدارة الذاتية ، وتعمل في نطاق المحافظة التي تنشط فيها ، ويربطها ببعضها مجلس شورى الاتحاد الذي يمثل أعلى سلطة فيها ، وأطلق على التشكيل الجديد إسم " اتحاد الجمعيات الاسلامية في إسبانيا " .
وقد ظهر فجأة وبدون مقدمات منطقية ، وعلى مدى سنوات قليلة ، عدد من الجمعيات في جنوب إسبانيا ، نجمت عن اختلافات داخلية بين أعضاء ( جمعية العودة الاسلامية ) في مدينة غرناطة بسب مطامح ومطامع شخصية ومادية .
خلال الأعوام التالية لتأسيس الاتحاد ، بدأ السعي حثيثاً للاعتراف الرسمي بالإسلام في إسبانيا ، كخطوة أساسية لا بدّ منها لتوقيع اتفاق تعاون مع الدولة الاسبانية ، كما ينص على ذلك قانون الحرية الدينية .
وبالفعل فقد قدمت الجمعية الاسلامية في إسبانيا في نيسان / أبريل من عام 1989 ، طلباً رسمياً لوزارة العدل الاسبانية للقيام بالاجراءات القانونية الكفيلة بإعلان الهيئة الاستشارية للحرية الاسلامية ، ( الإسلام : ديناً واضح الوجود والجذور في المجتمع الاسباني ) ، ودعت المؤسسات الاسلامية القليلة الموجودة آنئذ والمسجلة في سجل الهيئات الدينية بوزارة العدل لتأييد هذا المطلب .
وبالفعل فقد لبت الهيئة الاستشارية ، الطلب وعقدت اجتماعات عدة لمناقشته بعد تكليف بعض أعضائها بتقديم دراسة ضافية عن الواقع الإسلامي في إسبانيا .
وبالفعل فقد صدر الاعلان الرسمي بإجماع أعضاء الهيئة الاستشارية بأن ( الإسلام واضح الوجود والجذور في المجتمع الاسباني ) وذلك بتاريخ 14 تموز / يوليو من عام 1989 .
وجاء في نفس القرار بأنه لا يمكن البدء بالمفاوضات مع كل جهة إسلامية على حِدة ، وأنه لا بدّ من وجود تمثيل مُوَحد للمسلمين في إسبانيا يضم الراغبين بعقد هذا الاتفاق مع الدولة الاسبانية .
وعملت الجمعية على تسجيل الاتحاد مراراً ، ولكن في هذه الفترة كان الأمر ملحاً لتكوين هيئة تمثيلية وحيدة ، فدعت سائر الجمعيات الراغبة بذلك للانضمام إليه ، وجددت طلب التسجيل ولكن الصمت كان الجواب على مدى شهور طويلة .
رياج ططري
No hay comentarios:
Publicar un comentario