الإســلام بِغير اسـمه
والحقيقة .. أن الإسلام بمزجه للدنيا والآخرة .. وضع قاعدة من أجلّ القواعد وأسماها والتي يرجو تطبيقها العالم كله .. ألا وهي الطاعة للنظام ، والقانون في السر والعلن .
حيث أننا نرى أن القانون الوضعي يخالفه الناس طالما هم في مأمن من عين الحارس والسلطة .. بينما الإنسان المسلم فإنه يحفظ القانون في غيبة السلطة ،لإيمانه بأن مصدر هذا القانون هو الله تعالى الذي يراقبه في كل عمل وفي كل قول .
وهذا ما يسمونه الآن – بالايمان بالعقيدة – أو الصدور عن أيديولوجية أو فلسفة في التطبيق والتخطيط .
والإسلام سبّاق عندما أخذ بالأسباب في كل صورها ، السليمة والمتينة " صِبْغَة الله ومَنْ أحسنُ مِنَ الله صِبغة " .
قال: كلامك هذا صحيح ولكن قل لي – بالله عليك - ، ما رأيك بمن يأخذ أمراً من الشريعة ويترك آخر ؟! وكيف نرى في البلدان الاسلامية بعض القوانين الأخرى الأجنبية إلى جانب بعض القوانين الاسلامية التي تتعلق بالأحوال الشخصية كالإرث والزواج .. ؟؟ .
أجاب : أحكام الشريعة لا تتجزأ ولا تقبل الانفصال ، ليس ذلك لأن التجزيئة تخالف أغراض الشريعة فحسب ، بل لأن نصوصها تمنع العمل ببعضها ، وإغفال البعض الآخر ، كما الايمان ببعضها والكفر ببعض ، وتوجب العمل بكا أحكامها والايمان ايماناً تاماً بكل ما جاءت به ، فمن خالف ذلك دخل تحت قوله تعالى :
" أفَتؤمنونَ بِبعضِ الكتاب ، وَتكفرون بِبعض ، فما جزاءُ مَن يَفعل ذلك مِنكم إلا خِزيٌ في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب " .
قال : ولكننا نحن المسلمين ، رضينا بديننا وشريعتنا ، ولكن غير المسلمين ما موقفنا منهم ؟
أجاب : إن الشريعة الاسلامية ، شريعة عالمية أنزلها الله جلّ شأنه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ليبلغها للناس كافة من عرب وعجم ، شرقيين وغربيين على اختلاف مشاربهم ، وتباين عاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم ، فهي شريعة كل أسرة ، وشريعة كل قبيلة ، شريعة كل جماعة وشريعة كل دولة ، بل هي الشريعة العالمية التي استطاع علماء القانون أن يتخيلوها ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يوجدوها ، واقرأ قوله تعالى مخاطباً نبيه :
" قل : " ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً " .
وقوله : " هُو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهُدى ودين الحق لِيظهره على الدينِ كُلِّه " .
واسمع قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : " سيبلغ الإسلام ما تطلع عليه الشمس " ، وقوله : " سيحمل الإسلام إلى غير دياره ، يسمى بغير أسمائه " .
رياج ططري
No hay comentarios:
Publicar un comentario