نهج واضح وخط مستقل
اتخذ اتحاد الجمعيات الاسلامية في إسبانيا منذ نشأته في عام 1980 خطاً واضحاً تجاه المسلمين والمجتمع الاسباني ، بأن أوضح بأن دستوره المسجل في وزارة العدل الاسبانية هو الوحيد المعمول فيه تنظيماً وتنفيذاً للأعمال والنشاطات التي ينهض بها الاتحاد .
وكان الاتحاد واضحاً بخصوص الحركات والجماعات والتيارات الفكرية التي ينتمي إليه بعض المسلمين ، حيث نبه بأن هذه الحساسيات تتعلق بالفرد فحسب ، ولا يلزم بها الاتحاد تنظيماً وفكراً ونشاطاً .
وثابر الاتحاد على هذه الخطة إلى يومنا هذا ، وهو يدفع بتصرفه هذا كثيراً من الاتهامات التي توجه لبعض الجماعات كالتشدد وعدم الاندماج في المجتمع لما يقال عنها من بعض الناس أو من آلة الاعلام الذي يحاول الايقاع بين المسلمين لتفريق صفهم وتشتيت شملهم .
فكانت الجمعية هي النواة التنظيمية التي يقوم الاتحاد عليها دون أي اعتبار آخر سوى الاسلام .. هذه الجماعة الصغيرة تحتاج لإدارة فتختارها بنفسها وتقوم هذه الإدارة بتنظيم شأن هذه الجماعة ، وإدارة مسجدها وتعين إمامها إن تمكنت من ذلك وتلتقي مع مثيلاتها في الاتحاد الذي يمثلها في الأمور المشتركة والمتعلقة بالقانون 26/1992 المنظم للحقوق الدينية المتعلقة بالمسلمين في إسبانيا .
كما ثابر الاتحاد على ترسيخ البنية الذاتية ، والاعتماد على النفس من خلال المبادئ التي قام عليها وهي الاستقلال المالي ، والانسجام مع نظام الدولة الاسبانية بمراعاة مكانة الدين في المجتمع ، فتبوأ هذا المكان ودافع عنه ، ولم يتعداه لغيره ، والمبدأ الثالث هو الالتزام بمبادئ الاسلام وتعاليمه لا يحيد عنها قيد أنملة .
وإن الاتحاد وهو يراعي هذه المبادئ حرص أشد الحرص على عدم قبول التدخل في شؤونه سواء من الدول أو التنظيمات أو سواها وبدل ذلك شرع بالتعاون مع المؤسسات العالمية المشهود لها بالحياد والتوازن في القيام ببعض الأنشطة وتنفيذ بعض البرامج والدورات العلمية والتكوينية .
إن ابتعادنا عما يثير الشك والريبة لدى مواقع القرار في الدولة وكذا بتجنبنا لبعض الانتماءات الفئوية يدفع عنا هجوم الآلة الاعلامية المغرضة التي تستهدف المسلمين في كل أمر .
ورب سائل يقول : ولكن على الرغم من ذلك فإن الاتهامات مافتئت توجه للاتحاد وقيادته .. ونحن نجيب بأن هذه الاتهامات لا ولن تقوم ، طالما أن ليس لها رصيداً في الواقع وستبقى تتردد الفينة بعد الفينة ، ولكن الصبر والأناة والعمل الدائب المحتسب مع الإصرار والثبات كل هذا كفيل بأن يدفع عنا غائلة هؤلاء ومكرهم ، إذا ما التزمنا بالخط الذي نسير فيه عن قناعة ووعي وايمان وبأنه السبيل الذي يقودنا – بإذن الله – لتحقيق الأمن والسلام والتعايش للمسلمين والمجتمع الاسباني ككل .
إن حرصنا على هذا التوجه ، هو بدافع تنمية القوة الذاتية للمسلمين في إسبانيا ، بحيث يمتلكون ناصية أمرهم لا يحركهم أحد من الداخل ولا من الخارج لمصلحة معينة أو لهدف محدد .
إن الإصرار على هذه الخطة ، من شأنه أن يوحد كلمة المسلمين ، ويقوي من شوكتهم ، ويمكنهم بعون الله من إحسان البناء ومؤسساته ، لكي يقوم بذاته دون التدخل من أي جهة .. وسيدفع بهم نحو استكمال العدة لكي يحققوا أهداف الإسلام ويحصلوا على حقوق المسلمين التي تنص عليها التشريعات النافذة في النظام القائم . ولن يتم ذلك إلا بالتضحية والبذل ونكران الذات بغية تحقيق المصالح العليا للإسلام والمسلمين في إسبانيا .
رياج ططري
No hay comentarios:
Publicar un comentario